لأول مرة.. ملتقى  أزهرى  كاريكاتيرى عن المرأة.. و1300 سيدة «شيوخ معاهد» محطات بارزة لعالمية الأزهر

لم يكد ينتهى عام 2023 إلا وأغلقت صفحاته على العديد من الأحداث التى أكدت عالمية الأزهر ودوره البارز عالميًا، كان من أبرزها زيارة جيل بايدن السيدة الأمريكية الأولى، قرينة الرئيس الأمريكى جون بايدن، للأزهر ولقاؤها بواعظات الأزهر الشريف فى يونيو 2023، حيث تفقدت معالم الجامع الأزهر، وأروقته ومآذنه التاريخية العتيقة، التى تكشف الطبيعة الأثرية له، حيث استمعت لشرح توضيحى من الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، لتاريخ الجامع، وما يضمه من أروقة، وزارت الظلّة الفاطمية والظلّة العثمانية ومنبر الجامع الأزهر، ثم المدرسة الجوهرية بالجامع الأزهر.

 

كما  التقت «جيل بايدن» بمجموعة من طلاب الأزهر، وتبادلت معهم الحديث حول تجاربهم الدراسية بالأزهر، حيث عبروا عن سعادتهم بلقاء سيدة أمريكا الأولى، وعن فخرهم واعتزازهم بالدراسة فى الأزهر.

1083عامًا على الأزهر 

وفى عام 2023 أتم الأزهر 1083 عامًا هجريًّا على تأسيسه ليعد أكبر مدرسة علمية فى العالم الإسلامى الجامع الأزهر الشريف، حيث يوافق السابع من شهر رمضان المعظم من كل عام ذكرى افتتاح الجامع الأزهر الشريف، ذلك التاريخ اعتبره الأزهر الشريف مناسبة سنوية يتم الاحتفاء بها كل عام.

13 عامًا على شيخ الأزهر 

وشهد عام 2023 إتمام د. أحمد الطيب 13 عامًا على توليه منصب الإمام الأكبر شيخ الأزهر، حيث أصدر الأزهر بيانًا بمناسبة هذه الذكرى أوضح فيه أن فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، منذ توليه مشيخة الأزهر أصبح همه وشغله الشاغل، هو استعادة المكانة العالمية والريادة التاريخية للأزهر على جميع المستويات، كما أنه لم يهتم بالجانب الدعوى فحسب، بل أصّل للجانب الإنسانى أيضًا، ليؤكد أن الأزهر دين ودنيا، فبجانب الدين والدعوة، لم ينس هموم الناس وحاجاتهم واهتم بدنياهم أيضًا.

ولفت الأزهر إلى أن الجانب الاجتماعى والإنسانى لفضيلة الإمام الأكبر حاضر وبقوة منذ أن أصبح شيخًا للأزهر، فخلال ثلاثة عشر عامًا منذ توليه مشيخة الأزهر فى 19 مارس عام 2010 لم يترك عملًا إنسانيًا أو اجتماعيًا يخفف عن محتاج أو ينصر ضعيفًا إلا وسارع إليه، ليس فى مصر فحسب بل فى الكثير من بقاع العالم. 

تمكين المرأة 

وكان من أبرز ما شهده الأزهر فى 2023 هو تمكين المرأة وتفعيل دورها، حيث أطلق الأزهر الشريف لأول مرة ملتقى دوليًا للكاريكاتير عن المرأة، حيث حمل شعار «تمكين المرأة».. وعقد فى الفترة من 11 أغسطس وحتى 10 سبتمبر 2023 برعاية الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

وقد جاء الملتقى انطلاقًا من رسالة الأزهر ونهجه فى نشر  المفاهيم الصحيحة فى قضية المرأة من خلال الفن الهادف الذى يخدم الثقافة الإسلامية والفكر الوسطى المعتدل.

وفى عام 2023 فازت  مشيخة الأزهر بالمركز الأول لفئة «تكافؤ الفرص وتمكين المرأة» فى جائزة التميز الحكومى 2022، حيث تسلمت الجائزة عن مشيخة الأزهر، الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات.. وتعد فئة «تكافؤ الفرص وتمكين المرأة»، أحدث فئات جائزة مصر للتميز الحكومي، وتعكس اهتمام القيادة السياسية بأهمية تمكين المرأة وذوى الهمم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة فيما يتعلق بالمساواة والعدالة الاجتماعية. 

ويعد من أبرز خطوات الأزهر فى مجال تمكين المرأة هو وجود نقلة نوعية على مستوى تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بالأزهر الشريف، حيث صدر قرار بتعيين الدكتورة فاطمة الأحمر، رئيساً للإدارة المركزية لمنطقة الجيزة الأزهرية، وهى أول امرأة تتولى هذا المنصب القيادى فى تاريخ الأزهر، بالإضافة إلى تكليف 1300 امرأة بتولى منصب «شيخ المعهد» بمختلف المناطق الأزهرية، وهو العدد الأكبر فى تاريخ الأزهر الشريف.

دعم ذوى الهمم 

وخلال عام 2023 كان هناك حالة من الاهتمام المشترك بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية فى تنفيذ خطة الدولة المصرية فى دعم ذوى القدرات الخاصة، وهو ما عكسته ندوة الأزهر الشهرية لمجلة الأزهر، التى عقدت فى فبراير بمركز الأزهر للمؤتمرات، تحت عنوان: «دَعْمُ ذوى القدرات والهِمَم واجبٌ دينيٌّ ورسالةٌ إنسانيةٌ.. قراءة فى وثيقة الأخوَّة الإنسانية»، الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

كما شهد الأزهر خلال 2023 عقد أول مؤتمر أزهرى حول رعاية ذوى الهمم ضمن رؤية مصر 2030، لكلية الشريعة والقانون بالقاهرة تحت عنوان (الرعاية الشرعية والقانونية لذوى الهمم فى ضوء رؤية مصر 2030) وكان اللافت فى المؤتمر هو التأكيد على اهتمام الدولة المصرية بتطبيق رؤية مستمدة من مبادئ الشريعة فى رعاية ذوى الهمم، وأن عقيدة الرئيس السيسى والقيادة السياسية ثابتة نحو تفعيل الرعاية والعناية بذوى الهمم.. كما أشاد المؤتمر بالتحركات السياسية نحو تمكين أصحاب القدرات الخاصة وذوى الهمم، بما بتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية التى عنيت بهم وبحقوقهم.

دعم فلسطين 

ومع اشتعال فتيل الأزمة فى غزة وبالتحديد فى شهر أكتوبر 2023 كان الأزهر حاضرًا بقوة حيث حذر قبل الانتهاكات الإسرائيلية على غزة من استغلال الأعياد والمناسبات الصهيونية لاستعراض القوى الصهيونية، وتأجيج الحرب الدينية داخل الأقصى المبارك للاستيلاء عليه وفرض السيادة الصهيونية. واستشهد تقرير لمرصد الأزهر باستغلال «جماعات الهيكل» المزعوم لزيادة عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، موسم الأعياد الصهيونية لممارسة المزيد من الطقوس الدينية المتعلقة بالهيكل داخل المسجد بشكل علني.

كما وجَّه الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بإطلاق حملة «أغيثوا غزة» تحت شعار «جاهدوا بأموالكم... وانصروا فلسطين» وقام بتنفيذها بيت الزكاة، بهدف تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لقطاع غزة، التى تحتوى على أطنان من المواد الغذائية والمياه النقيَّة والبطاطين والمراتب والملابس الشتوية للأطفال.

ومع نهاية 2023 أصدر الأزهر تقريرًا اتهم فيه حاخامات الصهاينة بالتحريض على جرائم الإبادة للفلسطينيين، وقال: إن القارئ للمشهد الدينى داخل الكيان الصهيونى يلحظ أن المجازر المتواصلة وجرائم الإبادة فى غزة ليست اعتباطية، فهؤلاء الأطفال والنساء الذين استشهدوا، وتلك المستشفيات والمساجد التى قصفت لم تكن نتيجة أخطاء فى تحديد الأهداف المراد تدميرها، بل كانت نتيجة تخطيط ممنهج وتربية فكرية قائمة على سفك الدماء وتحضير ذهنى نابع من كراهية عمياء لكل ما هو عربي، استجابة لنصوص دينية محرفة مبتورة من سياقها التاريخى يستند إليها كبار حاخامات اليهود الصهاينة الذين يلعبون دورًا رئيسًا فى تشكيل الوعى الدينى والسياسى داخل المجتمع الصهيونى.

كما كان لمرصد الأزهر دور مهم فى توضيح خطورة ما يقوم به الكيان الصهيونى من استغلال الأطفال لترديد أنشودة تدعو لإبادة غزة، حيث قال إن أطفال غزة يدفعون حياتهم ثمنًا للأيديولوجية الصهيونية الفاسدة التى تستخدمهم قربانًا لمصالحها الاستعمارية فى أرض فلسطين التاريخية، وأنه تكريسًا لهذه الأيديولوجية استغل الاحتلال تلك المناسبة لنشر دعواتهم الوحشية ضد غزة، وذلك من خلال أنشودة للأطفال.